في السنوات الأخيرة، تكثفت الجهود السعودية لتطوير قطاع السياحة كموقع اقتصادي مهم وهو أحد أهم ركائز رؤية السعودية 2030 للمساهمة في تنويع قاعدة الاقتصاد السعودي، وجذب الاستثمارات وزيادة الدخل وتوفر العديد من فرص العمل.
بذلت المملكة العربية السعودية جهوداً كبيرة للنهوض بهذا القطاع، والتي تهدف إلى رفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10٪، وذلك بفضل تحقيق 100 مليون زيارة بحلول عام 2030 ، لتصبح المملكة من بين الدول الخمس الدول التي تستقبل أكبر عدد من السياح في العالم.
وتُوجت هذه الجهود بإعلان منظمة السياحة العالمية قبل أيام قليلة، التي تصدرت بدورها قائمة الدول العربية التي تستقطب السائحين بمعدل 18 مليون زائر منذ بداية عام 2022م وحتى نهاية سبتمبر الماضي، كذلك قد جاءت الإمارات في المرتبة الثانية 14.8 مليون سائح والمغرب في المركز الثالث 11 مليون.
وبحسب تقرير صادر عن نفس المنظمة الشهر الماضي، تصدرت المملكة العربية السعودية مجموعة العشرين في معدل تدفق السياح الدوليين خلال الأشهر السبعة الأولى منذ عام 2022م، وأشار إلى أن المملكة لابد وأن تكون قد حققت نتائج غير عادية، وبالتالي ارتفعت نسبة زوار المملكة العربية السعودية بنسبة تجاوزت 121٪ في الفترة من يناير إلى يوليو 2022 م.
كما تستهدف المملكة العربية السعودية أكبر اقتصاد في الوطن العربي خلال عام 2030 ، وهو استقطاب 100 مليون سائح، وستستضيف العاصمة الرياض بنسبة 50٪.
حيث من المتوقع أن يساهم ذلك في خلق أكثر من مليون فرصة عمل، في ظل تحقيق زيادة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة تقدر بنحو 10٪.
تصدرت السعودية قائمة الدول العربية الأكثر جذباً للسياح، بعد عدة خطوات اتخذتها الجهات المعنية، لقد رسمت المملكة خطوط عريضة لتطلعات قطاع السياحة، وانسجاماً مع رؤيتها الرسمية في السياحة والتراث، والتي تقوم على عدة أهداف أهمها إنشاء مدن ترفيهية وتطوير الجزر والوجهات السياحية وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فيها السياحة.
كما أطلقت المملكة العربية السعودية عدة مبادرات لتحقيق أهداف قطاع السياحة مثل مبادرات تطوير جزر فرسان، ومبادرة تطوير شاطئ وايت كيب في منطقة المدينة المنورة في المملكة السعودية.
كما قد تشمل هذه المشاريع مدينة نئوم المستقبلية والتي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، حيث تحتوي على محمية طبيعية وشعاب مرجانية ومواقع تراثية وعدد من الجزر على طول البحر الأحمر وبوابة الدرعية بمساحة 7 كيلومترات مربعة، وتتمركز حول حي الطريف المدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وستقوم شركة البحر الأحمر للتطوير المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، ببناء مشروع سياحي ضخم على طول ساحل البحر الأحمر مع ستة عشر فندق موزع على خمس جزر.
كما تعمل المملكة العربية السعودية على حماية مواقع التراث الوطني والتوعية بأهميتها محلياً وعالمياً بهدف تحفيز السياحة المحلية والأجنبية على حد سواء، وهذا نظراً لتطور الفعاليات والمهرجانات السياحية لجذب السياح وتنشيط السياحة الداخلية.
تعد المملكة العربية السعودية من أبرز عشر وجهات سياحية عالمية، حيث يقول وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب إن شكل السياحة في المملكة العربية السعودية سيكون مختلفاً تماماً بعد الانتهاء من مشاريع جديدة سواء كانت هي مشاريع حكومية مثل الدرعية والقدية والبحر الأحمر أو حتى مشاريع القطاع الخاص، وبدوره أكد أن السياحة في السعودية ستكون الدخل الثاني بعد النفط.
كما أشار الخطيب في تصريحاته التي نشرتها وسائل إعلام سعودية، إلى أن السعودية ستكون من بين أفضل عشر وجهات سياحية حول العالم، كما وأشار إلى أن عدد الرحلات إلى السعودية قد تضاعف ثلاث مرات عبر مستوياته في عام 2019م، بالنظر إلى أن عدد الرحلات إلى السعودية قد تضاعف ثلاث مرات، وقد بلغ عدد الزيارات الداخلية في السعودية خلال العام الماضي 65 مليون زيارة لتحقق مستوى قياسياً، فيما تجاوز الإنفاق الثمانين مليار ريال أي ما يعادل 21.28 مليار دولار خلال العام الماضي.
حيث أشار إلى استعداد صندوق التنمية السياحية السعودي لتمويل جميع المشاريع السياحية بنسبة تصل إلى 50٪ من قيمة المشروع ، بالإضافة إلى دعم البنوك لجزء منه، وأشار إلى أن الوزارة ركزت على وضع خطط استراتيجية من أجل رفع نسبة السياحة في المملكة العربية السعودية إلى 10٪، وسيكون ذلك داعماً للاقتصاد الوطني.
وفي إطار جهود المملكة لتطوير قطاع السياحة وجذب الاستثمارات، وافق مجلس الوزراء السعودي في أغسطس الماضي على نظام سياحي جديد وهو الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية الذي يهدف إلى الارتقاء بهذا القطاع.
كما يندرج هذا النظام ضمن منظومة تحسين وتطوير البيئة التنظيمية والتشريعية لقطاع السياحة واستمرار عملية التنمية، مما يساهم في تطوير السياحة الوطنية وجذب الاستثمارات لهذا القطاع.