في مساء يوم الخميس الماضي الموافق السادس من شهر أكتوبر 2022 ميلادي تم عقد اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ضمن جدول أعمالها في هذا الاجتماع كان طرح الآليات المناسبة، من أجل تحويل خطاب الرئيس الفلسطيني أبو مازن أمام الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة الى برنامج عمل بهدف تنفيذ مع ما جاء في الخطاب الرئاسي.
ومن الجدير بالذكر أنه تم عقد هذا الاجتماع بعد زيارة حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة لواشنطن ومقابلته مع الكثير من أركان الادارة الامريكية الحالية، وذلك لمعرفة ما يمكن أن يتم تقديمه من قبل تلك الإدارة بالإضافة إلى الوعود التي تميزت بها، بالإضافة إلى استمرار سياسة المراوغة، من أجل كسب وقت أكثر بما يتناسب مع مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، وبيع الوهم للجانب الفلسطيني، وهذا يؤدي إلى نقص من رصيده، وتصبح مصداقيته متآكلة، وهذا ليس فقط عند أبناء الشعب الفلسطيني بل عند جميع رؤوساء العالم الذين استمعوا لخطاب الرئيس أبو مازن من على منبر الامم المتحدة.
الكثير من الأشخاص اعتبر هذا الخطاب مؤشر لإغلاق مرحلة البؤس والارتباك، وذلك لكل من يختلفون أو يتفقون مع الرئيس، بالإضافة إلى أنه يفتح باب من الأمل في سبيل استعادة مكانة القضية الفلسطينية في كافة المجالات، تحديداً أنه في هذا الخطاب حمل الكثير من المفاصل والمضامين الهامة، التي من الممكن أن تكون السبب في إعادة الأمور إلى نصابها إذا لم يتم العمل معها بشكل جدي، ومن الجدير بالذكر أن هذا الخطاب أعاد التذكير بجدية بحقيقة جوهر الصراع التي تعرض لها شعبنا في نكبة عام الـ1948 ميلادي، إذ أنها كانت عبارة عن ذروة المؤامرة، وهذه المؤامرة مثلت وصمة عار في جبين الإنسانية، وتحديداً من قاموا بالتآمر لتنفيذ تلك الجريمة التي مازالت مستمر حتى وقتنا الحالي، بالإضافة إلى أن الهدف من الخطاب هو تحقيق السلام ويحتاج تطبيق العدالة، ولكي تتحقق العدالة ينبغي معالجة النكبة ونتائجها، وذلك من خلال ارجاع الحقوق لأصحابها.
ومن الجدير بالذكر أنه كان هناك انتباه شديد في الخطاب، بسبب احتوائه على قرارات المجلس المركزي فيما يعتمد على الاتفاقات التي تم توقيعها مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ أنها أصبحت في حكم المنتهية، وتحديد العلاقة فيما بين فلسطين وإسرائيل تمثل علاقة بين دولتين، إحداهما محتله والأخرى تحتلها بالعدوان المستمر على الأرض، وسرقة الموارد، وقتل واعتقال أبناء الشعب الفلسطيني باستمرار، كما أنها تقوم على هدم البيوت وبناء المستعمرات، وتشمل على تكوين المنظمات الإرهابية لممارسة العمليات الإرهابية ضد الفلسطينيين، كما أن الدولة المحتلة إسرائيل لم تبقي لشعبنا أرض من أجل إقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها مدينة القدس الشريف، نظراً لأنها تقوم بسن القوانين العنصرية، وتهون من العقاب والمساءلات القانونية، كما أنها تدير ظهرها للأعراف والقوانين الدولية، وما تقوم به دولة إسرائيل في الوقت الحالي ما هو الا امتداد لما فعلته خلال عام 1948 ميلادي، حينما قامت بهدم 529 قرية فلسطينية، وقام بطرد سكانها وارتكبت ما يزيد عن 50 مذبحة منذ سنة 1948 ميلادي.
ومن الجدير بالذكر أنه ينبغي علينا تذكر زعماء ورؤساء العالم بكافة المحاور التي قامت بها دولة اسرائيل منذ عام 1948 ميلادي وحتى الآن، إذ أن المجازر مازالت مستمرة حتى الوقت الحالي، وآخر مجزرة قامت بها في العدوان الأخير على غزة للعام الحالي وأيضاً العام الماضي، ونحن نحمل إسرائيل كافة المسؤولة عن كل هذا، ونطالب بتحميلها المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية والمادية.
هذا كله جاء في خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولاقى هذا الخطاب تأييد وقبول من قبل معظم الشعب الفلسطيني، والكثير منا اعتبره مقدمة لاغلاق البؤس وفتح باب الأمل.
التنبيهات : يفغيني بريغوجين.. الملقب بطباخ بوتين – البلد نيوز