قال وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية ذات مرة إن البلاد الحرمين “تستمد فرحتها من إبقاء الجميع مستعدين من المحتمل أن يكون هذا هو الاحساس الذي راود المشرفين في البيت الأبيض والساسة من الحزب الديمقراطي عندما قادت السعودية أوبك للإعلان عن تقليل كبير في إنتاج النفط هذا الوقت، مما تسبب في مخاوف من زيادة التضخم قبل اربعة أسابيع فقط من انتخابات التجديد النصفي.
لماذا تحدت السعودية الولايات المتحدة
يوم الأربعاء، وافقت هيئة النفط العالمي أوبك +، وهو التحالف البترولي الذي تتراسه المملكة العربية السعودية وروسيا، على تقليل الإنتاج بمقدار ثلاث مليون برميل يوميًا، وهو ضعف ما توقعه الباحثين، في أكبر تقليل منذ جائحة كوفيد -19. يبدو أن حملة الحرب المكثفة التي قامت بها الولايات المتحدة لمنع حلفائها العرب عن التقليل قبل القرار لم تلق أذنا مستمعة وان تمد روسيا بالفعل ما دون سقف أوبك +، وسيتولى المصدرون الخليجيون الجزء الأكبر من التقليل يصر المسؤولون في المملكة العربية السعودية على أن المملكة يجب أن تضع مصالحها المالية قبل الامور السياسية المختصة بالسياسة الداخلية في الولايات المتحدة الامريكية وقال وزير الطاقة سمو وزير الطاقة عبد العزيز بن سلمان آل سعود في مقابلة مع التلفزيون التابع للمملكة يوم الأربعاء “نحن نريد أولاً وقبل كل شيء بمصالح المملكة العربية السعودية”، ولقد استطرد قائلا أن المملكة لديها “مصلحة في أن تكون جزءًا من زيادة الاقتصاد العالمي ” وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان أن الهيئة بحاجة إلى أن تكون متقدمة مع تحرك المصارف المركزية في الغرب لمعالجة الزيادة برفع أسعار الفائدة، وهي خطوة قد ترفع من احتمالات سبب ركود عالمي، مما قد يقلل بدوره الطلب على البترول ويدفع سعره للتقليل وقالت إيلين والد، الصديقة غير المقيمة في الهيئة الأطلسية في العاصمة الامريكية واشنطن : “يبدو أن هذا التقليل إجراء استباقي على أمل منع انهيار الأسعار الذي يتطلب تقليلا مفاجئًا مع تنظيم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في زيادة أسعار الفائدة” بسبب اعتماده الواسع على صادرات النفط، فإن للاقتصاد في المملكة العربية السعودية تاريخ من الوقوع ضحية لمراحل الازدهار والخسارة في سوق النفط، حيث تؤدي الأسعار الزائدة إلى تدفق نقدي تتبعه مراحل ركود يقول الخبراء إن المملكة العربية السعودية تحاول حماية نفسها من مثل هذا التوقع وقالت والد: “تتطلع المملكة العربية السعودية إلى الابتعاد عن تكرار ما حدث في عام 2008 عندما أدى انهيار الأسهم إلى دخول الاقتصاد العالمي في حالة خسارة وانهارت أسعار النفط فجأة، الأمر الذي يتطلب إجراءً عاجلا من جانب أوبك”.
ويقول الباحثين الاقتصاديين أيضا إن المملكة العربية السعودية لا تتمكن من تحمل ترك أسعار النفط تقلل إلى ما دون مستوى محدد لأسباب تتعلق بالميزانية هذه السنة، من الممكن أن تسجل السعودية أول فائض في المالية بعد تسعة سنوات من العجز المتسبب عن انخفاض أسعار النفط ووباء كوفيد -19 لكي تتعادل اقتصاديها، يجب أن تكون تكاليف النفط العالمية عند حوالي 79 دولارًا للبرميل، وفقًا للهيئة النقد الدولي في الشهر السابق، قلت الأسعار إلى 85 دولارًا للبرميل من 139 دولارًا قبل ثمانية أشهر فقط. كانت هذه إشارة تحذير للمملكة العربية السعودية ومصدري البترول الآخرين، الذين يعتمدون على البترول في اكثرية عائداتهم قال روبرت موجيلنيكي، المحلل المالي البارز في معهد دول الخليج العربية في العاصمة الامريكية، “لكن السعوديين لا يريدون فقط موافقة الحسابات، بل يريدون ضمان امداد مستمر من الزيادات”، مضيفًا أن السعودية “تود أن ترى الأسعار تقترب من مرحلة 90 دولارًا” لدى المملكة العربية السعودية أدنى تسعيرة لإنتاج النفط في العالم، بحوالي 3 دولارات للبرميل وهذا يعني أن اكثرية العظمى من المكاسب المأخوذة من كل برميل تذهب إلى ميزانيتها وهذه الأموال مهمة لدعم كل شيء بدءًا من المدن العالمية التي تبلغ قيمتها تريليون دولار في الصحراء إلى تكاليف الأجور الحكومية الكبيرة، على الرغم من إدخال ضرائب واسعة في الأعوام الأخيرة ومحاولات تنويع الاقتصاد البلد نيوز يرسل تحياته للقراء الأعزاء.