ووصف الوزير الدكتور الأنصاري، الذي وافته المنية اليوم، بأنه أحد الشخصيات الثقافية البحرينية البارزة ورائد في العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومشهود له في البحرين والعالم العربي والعالم بإسهاماته الفكرية والأدبية.
وأشار الوزير إلى أن كتابات الدكتور الأنصاري كانت شاملة، وتناولت المجالات الاجتماعية والسياسية والأدبية، وكانت بمثابة مصدر قيم لأولئك الذين يدرسون تاريخ المنطقة ومستقبلها. جمعت أعماله بين الدقة المنهجية والرؤية التي تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
الدكتور محمد جابر الأنصاري، من مواليد المحرق عام 1939، التحق بمدرسة الهداية الخليفية وتخرج منها كأول طالب على دفعته عام 1958. بعد تدريس اللغة العربية وآدابها، درس في الجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية. بكالوريوس في الأدب العربي (1963)، وماجستير في الأدب الأندلسي (1966)، ودكتوراه في الفكر العربي والإسلامي الحديث (1979).
كما تابع الدكتور الأنصاري دراساته الأكاديمية المتقدمة في كامبريدج والسوربون، وحصل في النهاية على درجة الأستاذية.
ساهم في تأسيس معهد العالم العربي في باريس (1981) وتولى عدة مناصب أكاديمية منها أستاذ مساعد في جامعة الخليج العربي (1984) وعميد الدراسات العليا (1994).
حصل الدكتور الأنصاري على العديد من الأوسمة، بما في ذلك جائزة دولة البحرين التقديرية للإنجاز المتميز عام 1989، والميدالية الذهبية للتميز من الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وميدالية البحرين (من الدرجة الأولى) من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى. آل خليفة.
حصل دولياً على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للدراسات الوطنية والمستقبلية خلال دورة 1996-1997، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1981، وجائزة منيف الرزاز للفكر عام 1983، وجائزة مجلس التعاون الخليجي. وسام القادة في قمة مسقط عام 1989م.
قام الدكتور الأنصاري بتأليف أعمال سياسية وثقافية وأكاديمية مؤثرة على مدى سبعة عقود. جمعت كتاباته بين الأصالة والحداثة، مما زود الباحثين والدارسين بإطار فكري تأسيسي يتميز بالموضوعية والعمق.