انطلق المؤتمر بالدوحة اليوم الثلاثاء بحضور سعادة السيد عبدالله بن خليفة العطية رئيس مجلس أمناء الأرشيف الوطني القطري، وسعادة السيد إبراهيم بن علي المهندي وزير العدل وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء. الشؤون.
وشهد اليوم الثاني للمؤتمر مناقشات مكثفة متواصلة حول القضايا الرئيسية المتعلقة بالحفاظ على التراث الوثائقي في العالم العربي. وافتتحت الفعاليات بكلمة ترحيبية للأمين العام للأرشيف الوطني القطري الدكتور أحمد البوعينين، أكد فيها أهمية الحوار المشترك بين الدول العربية وتعزيز التعاون لتحقيق الأهداف الإقليمية المشتركة.
وتضمن اليوم عرضا شاملا قدمته هايدي ميرزا من مكتب اليونسكو لمصر والسودان، استعرضت فيه أهم الإنجازات السابقة وتحديد أهداف اليوم الختامي. وناقش المشاركون التحديات التي تواجه المنطقة العربية في تعزيز تمثيلها في سجل ذاكرة العالم، حيث سلط مينغ كوك ليم من مكتب اليونسكو في الرباط الضوء على الخطوات المطلوبة لتقديم مقترحات ناجحة تعكس التنوع الثقافي العربي.
وأعلنت الجلسة الختامية عن إنشاء لجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية لتنسيق الجهود في مجال صون التراث ورفع مكانته العالمية.
وتم انتخاب الدكتور البوعينين رئيسا للجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية، بعد أن حصلت قطر على 15 صوتا من أصل 17، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يوليها العالم العربي لقطر لقيادة هذه المبادرة المهمة.
وقال: “فخورون ويشرفنا تكليفنا برئاسة لجنة ذاكرة العالم للمنطقة العربية. ونحن ندرك تماما أهمية هذا الدور والمسؤوليات التي يحملها في بناء نظام إقليمي قوي يهتم بالحفاظ على تراثنا الوثائقي الغني وتعزيز مكانته على المستويين الإقليمي والدولي.
وسنواصل العمل بجد وإخلاص لضمان أن تصبح اللجنة منصة فعالة تعزز التعاون بين الدول العربية وتوحيد الجهود نحو تمكين التراث الوثائقي من تحقيق حضور عالمي متميز. ويمثل هذا التكليف فرصة استثنائية لترسيخ مكانة قطر كدولة رائدة في هذا المجال، وتعزيز الجهود المشتركة لتحقيق رؤية مستقبلية تضمن استدامة تراثنا للأجيال القادمة.
واختتم المؤتمر بسلسلة من التوصيات الإستراتيجية. وشدد المشاركون على أهمية دعم مشاريع الرقمنة باعتبارها أداة محورية لحفظ الوثائق وضمان سهولة الوصول إليها، مع التركيز على توظيف التكنولوجيا الحديثة لتحقيق هذا الهدف الحيوي.
كما أكدوا على ضرورة تعزيز الترشيحات العربية لسجل ذاكرة العالم من خلال تقديم ملفات قوية تعكس التنوع الثقافي للمنطقة، بما يضمن تمثيلاً متميزاً للتراث العربي على المستوى العالمي.
كما تضمنت التوصيات تطوير برامج تدريبية مشتركة تساهم في بناء القدرات المحلية وتعزيز تبادل الخبرات بين الدول العربية في مجال الحفاظ على التراث الوثائقي. وتمثل التوصيات خارطة طريق لتعزيز الجهود المشتركة بين الدول العربية، بما يضمن حماية واستدامة التراث الوثائقي للأجيال القادمة.
وأعرب البوعينين عن شكره لمنظمة اليونسكو على دعمها المستمر لهذه المبادرة، وأشاد بالمشاركين من مختلف الدول العربية لدورهم الفعال في إنجاح المؤتمر وإثراء المناقشات.