قطر حريصة على تعزيز التعاون بين دول منظمة التعاون الإسلامي في مكافحة الفساد

قطر حريصة على تعزيز التعاون بين دول منظمة التعاون الإسلامي في مكافحة الفساد

ترأست دولة قطر، اليوم الأربعاء، الاجتماع الوزاري الثاني لأجهزة إنفاذ قانون مكافحة الفساد في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي استضافته هيئة الرقابة الإدارية والشفافية. كما وقعت على “اتفاقية مكة المكرمة” المتخصصة في إنفاذ قانون مكافحة الفساد داخل الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

وشدد سعادة السيد حمد بن ناصر المسند، رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، في كلمته الافتتاحية، على استمرار الجهود لتعزيز التعاون والتكامل بين دول منظمة التعاون الإسلامي في مكافحة الفساد، الذي يعد آفة كبيرة ومشكلة حقيقية. إن الفساد يشكل تحدياً للأمن والسلم العالميين، مما يتطلب تكثيف الجهود لوضع استراتيجيات وبرامج وخطط عمل فعالة للقضاء على الفساد بجميع أشكاله وتحقيق التنمية المستدامة.

وشدد على أهمية إدراك أن مكافحة الفساد لا تقتصر على الشعارات أو النصوص الدينية، بل هي نظام شامل يقوم على قيم العدالة والأمانة والنزاهة والشفافية. وهي ليست واجبا فحسب، بل هي أيضا مسؤولية اجتماعية وجماعية تتطلب من الجميع – حكومات ومؤسسات وأفراد – العمل معا بجدية لتحقيق مجتمع يتسم بالنزاهة والشفافية، وبالتالي إبراز وتمكين دور المجتمع المدني في تحقيق التنمية المستدامة. هذا المجال.

وأشار سعادة المسند إلى أن دول منظمة التعاون الإسلامي حققت العديد من الإنجازات في مجال مكافحة الفساد، سواء من خلال سن التشريعات اللازمة وتعزيز الأطر القانونية أو إنشاء هيئات تنظيمية قوية وفعالة. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، ويجب على الجميع مواصلة العمل على تعزيز أنظمة النزاهة والشفافية وتطوير آليات المراقبة والمساءلة.

وأكد مجددا اهتمام دولة قطر بالتعاون الدولي والنهج التشاركي في مكافحة الفساد، والتزامها بتعزيز الشراكات الدولية من خلال توقيع العديد من مذكرات التفاهم مع المؤسسات والهيئات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الفساد.

وأشار إلى أن اتباع هذا النهج التشاركي في الوقاية من الفساد ومكافحته يتيح فهما شاملا لهذه الظاهرة المدمرة، وتحديد أسبابها الحقيقية، وتشجيع كافة الأطراف المعنية على المشاركة الفعالة في مكافحتها. وتعكس هذه المبادرات التزام دولة قطر الراسخ بتعزيز الالتزام الدولي، وتبادل الرؤى والأفكار، ووضع خطط عمل مشتركة تساهم في تحقيق نموذج ملموس للتنسيق والتعاون الدولي في القضاء على الفساد بجميع أشكاله.

ونوه سعادة رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية بظهور دولة قطر كشريك موثوق به في تحقيق أعلى مستويات النزاهة وتعزيز الحوكمة الفعالة، مضيفا أن اتباع هذا النهج التشاركي في العديد من دول العالم يأتي بفضل الحكم الحكيم لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. القيادة، التي مهدت الطريق لتعزيز الجهود الوطنية للنزاهة والشفافية، بجهود واضحة وثابتة مبنية على أسس متينة وتشريعات صارمة تساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى بناء مجتمع أمين يعزز فرص التنمية المستدامة.

ودعا المندوبين في هذا الاجتماع للمشاركة في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، والتي ستعقد في الدوحة خلال الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر 2025. وسيجمع هذا الحدث ممثلين من جميع أنحاء العالم. ويتيح فرصة فريدة، ليس لقطر فحسب، بل لجميع الدول، للعب دور أكثر نشاطا في الحوار الدولي حول مكافحة الفساد وتبادل أفضل الممارسات في هذا المجال.

من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، إن اعتماد اتفاقية مكة المكرمة استرشد بالمبادئ والأهداف الواردة في ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، لا سيما المادة التي تنص على التعاون في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وأشكاله. المظاهر، والجريمة المنظمة، والاتجار غير المشروع بالمخدرات، والفساد، وغسل الأموال، والاتجار بالبشر.

وشدد على الحاجة إلى إطار قانوني لتسهيل التعاون بين سلطات إنفاذ قانون مكافحة الفساد في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أكثر من أي وقت مضى، وقد تمت صياغة هذه الاتفاقية لتلبية هذه الحاجة الملحة. من جانبه أشاد رئيس الهيئة السعودية للرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) مازن بن إبراهيم الكهموس بجهود دولة قطر ومبادرتها لاستضافة الاجتماع الوزاري، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع يأتي في خضم الأحداث المأساوية المستمرة في فلسطين وفلسطين. لبنان، والذي خلف آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، أغلبهم من النساء والأطفال.

وأكد التزام بلاده بالعمل الإسلامي المشترك، حيث استضافت التحالف الدولي لمبادرة حل الدولتين، بالإضافة إلى عدد من الاجتماعات الوزارية الأخرى، في وقت تتجول فيه اللجنة الوزارية التي ترأسها السعودية حاليا حول العالم. ودعماً لحقوق الشعب الفلسطيني.

قصة ذات صلة

Author

  • نبذة عن الكاتب: طارق الزبيدي خبير في التحليل السياسي من العراق، له أكثر من 20 سنة من الخبرة في الإعلام والتحليل الإخباري. بدأ مسيرته الصحفية في جريدة الصباح العراقية قبل أن ينتقل للعمل مع وسائل إعلام عربية كبرى لتقديم رؤى معمقة حول الوضع السياسي في الشرق الأوسط. 964 7 8901 2345

    View all posts