العلاقات بين قطر وكوستاريكا مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة

العلاقات بين قطر وكوستاريكا مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة

تسعى دولة قطر إلى تعزيز علاقاتها وتوسيع شراكاتها الاستراتيجية مع دول أمريكا اللاتينية في مختلف المجالات بما يخدم المصالح والأهداف والطموحات المشتركة، فضلا عن فتح أسواق وآفاق جديدة للاقتصاد والاستثمارات القطرية.

وتمثل دول أمريكا اللاتينية سوقا استهلاكية مهمة، حيث يتجاوز عدد سكانها 650 مليون نسمة، ورابع أكبر اقتصاد في العالم، وتضم مجموعة من القوى الناشئة الرئيسية في العالم.

وبلغ حجم التجارة بين دولة قطر ودول أمريكا اللاتينية في عام 2023 نحو 3.6 مليار ريال قطري.

في ظل السياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى واهتمام سموه بتوسيع علاقات دولة قطر الاقتصادية والسياسية والشراكات الاستراتيجية مع مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة، تأتي الزيارة الرسمية لسموه إلى دولة قطر وتأتي جمهورية كوستاريكا الصديقة في إطار اهتمام سموه بتوسيع علاقات دولة قطر الاقتصادية والسياسية والشراكات الاستراتيجية مع مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة.

يلتقي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، برئيس جمهورية كوستاريكا رودريغو تشافيز روبلز وكبار المسؤولين في الحكومة الكوستاريكية، لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

زيارة سمو الأمير لكوستاريكا ستدشن مرحلة جديدة ومهمة في مسيرة العلاقات بين البلدين، وتفتح آفاقا جديدة للشراكة والتعاون في القطاعين الاقتصادي والاستثماري وغيرها من المجالات التي تخدم مصالح البلدين وشعوبهم الصديقة.

كما سيشهد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفل النسخة الثامنة لجائزة سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، والتي ستقام هذا العام في مدينة سان خوسيه، عاصمة جمهورية كوستاريكا.

ترتبط دولة قطر وجمهورية كوستاريكا بعلاقات جيدة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويعمل الجانبان على استكشاف مجالات التطوير والدفع بها نحو آفاق جديدة في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وغيرها.

وتتميز العلاقات بين البلدين بالاهتمام الشديد بتطوير المشاريع الإنتاجية والمساهمة في عملية خفض الانبعاثات الكربونية ومكافحة التغير المناخي باعتبارها ركائز أساسية لتعزيز التعاون الوثيق بين حكومتي البلدين وإتاحة الفرصة لتطوير الشراكات على المستوى الإقليمي. على مستوى القطاع الخاص بما يعزز النمو الاقتصادي في قطر وكوستاريكا.

بدأت العلاقات بين البلدين رسمياً عام 2010، عندما قام حضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بزيارة جمهورية كوستاريكا، التقى خلالها فخامة رئيس جمهورية كوستاريكا السابق أوسكار أرياس، وكبار المسؤولين. حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات.

وبعد ذلك افتتحت كوستاريكا سفارة في الدوحة، تلتها دولة قطر التي افتتحت سفارة في سان خوسيه عام 2011، لتصبح بذلك أول دولة عربية وخليجية وإسلامية تقيم علاقات مع كوستاريكا. ومنذ بداية العلاقات بين البلدين، تم توقيع العديد من الاتفاقيات في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل تسهيل الاستثمارات والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والفنية والعلمية والسياحية والثقافية والأكاديمية والطيران المدني والنقل الجوي. ، بالإضافة إلى الإعفاء من التأشيرة بين البلدين، والذي يتيح لمواطني البلدين السفر بكل سهولة دون الحاجة للحصول على تأشيرة سفر.

نظرا للأهمية التي توليها دولة قطر لجمهورية كوستاريكا، وتطلعها إلى تعزيز العلاقات معها، دأبت دولة قطر على دعوة المسؤولين الكوستاريكيين إلى الدوحة للمشاركة في المؤتمرات والندوات والمنتديات الدولية الهامة التي تعقد في الدوحة للحفاظ على التواصل المستمر وتعزيز العلاقات الثنائية بطريقة فعالة.

ولتعزيز العلاقات بين البلدين، قام نائب رئيس جمهورية كوستاريكا مارفن رودريغيز كورديرو بزيارة قطر في أكتوبر 2021. واجتمع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع نائب رئيس جمهورية كوستاريكا والمرافقين له. الوفد في مكتبه بالديوان الأميري. تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وفي نوفمبر 2020، قامت النائب الثاني لرئيس جمهورية كوستاريكا ووزيرة الرياضة ماري مونيف أنجيرمولر بزيارة إلى الدوحة، حيث أشادت بالترتيبات والاستعدادات الاستثنائية التي قدمتها دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.

وأشارت أنجرمولر، في تصريحاتها لوكالة الأنباء القطرية (قنا) حينها، إلى أن بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 أتاحت الالتقاء بمختلف الجنسيات والثقافات على أرض قطر والتعرف في الوقت نفسه على ثقافة وحضارة قطر. وهندستها المعمارية ومتاحفها وملابسها ومأكولاتها التقليدية، مضيفة أن البطولة أتاحت أيضًا فرصة الاطلاع على نهضة البلاد وبنيتها التحتية المتقدمة وكرم شعبها وكرمه واحترامه للآخرين.

وأشاد أنجيرمولر بالعلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية كوستاريكا. وقالت إن العلاقات بدأت بقوة بعد عام 2010، مشيرة إلى أن السفارة القطرية في العاصمة سان خوسيه كانت أول سفارة لدولة شرق أوسطية هناك.

وأشارت أنجيرمولر إلى أنها التقت خلال زيارتها للدوحة بعدد من المسؤولين وأعربت لهم عن شكر بلادها وامتنانها للمساعدات التي قدمتها دولة قطر لمواجهة كارثة إعصار أوتو الذي ضرب كوستاريكا عام 2016، بالإضافة إلى المساعدات الطبية. المساعدات والتطعيمات التي قدمتها دولة قطر لكوستاريكا مع تفشي جائحة كوفيد-19، والتي مكنت كوستاريكا من السيطرة على الجائحة. وأكدت أن كوستاريكا ممتنة لقطر على كل ذلك ولن تنساه أبدا.

كما تقوم وفود اقتصادية وتجارية من كوستاريكا بزيارة الدوحة بين الحين والآخر لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الطرفين، وكيفية تعزيز التعاون بين أصحاب الأعمال في البلدين، لا سيما في القطاع الزراعي والأساليب الحديثة للأعمال. الزراعة والأمن الغذائي بشكل عام.

وفي سبتمبر 2023، عُقدت الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية دولة قطر وجمهورية كوستاريكا في مدينة سان خوسيه.

ترأس الجانب القطري سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، فيما ترأس الجانب الكوستاريكي سعادة السيدة ليديا مارا نائب وزير الشؤون الثنائية والتعاون الدولي بوزارة الخارجية بجمهورية كوستاريكا. بيرالتا كورديرو. تناولت المشاورات السياسية علاقات التعاون الثنائي، بالإضافة إلى عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وفي ديسمبر 2023، وبمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر، أكد رئيس بعثة سفارة كوستاريكا في قطر جايرو لوبيز لوكالة الأنباء القطرية أن العلاقة بين دولة قطر وبلاده متجذرة في الاحترام المتبادل والقيم المشتركة والتسامح. – الالتزام بتعزيز التعاون والتفاهم.

وأشار إلى أن البلدين أقاما علاقات دبلوماسية قوية وأنهما يتعاونان في مختلف المبادرات التي تعزز التنمية المستدامة والتبادل الثقافي والشراكة الاقتصادية.

كما أعرب عن اعتزازه بالطبيعة الودية والبناءة للعلاقة بين البلدين وآفاق التعاون المستقبلي، بما يسهم في تحقيق المنفعة المتبادلة للشعبين والمجتمع العالمي.

تستضيف مؤسسة الحي الثقافي كتارا من وقت لآخر مختلف الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية التي تعكس هوية وتراث كوستاريكا. وفي أكتوبر 2021، تم التوقيع على اتفاقية بين جامعة قطر وسفارة كوستاريكا لتطوير التعاون الدولي بما يتوافق مع مصالح الطرفين، من خلال تطوير برامج التبادل الأكاديمي والعلمي وتأسيس رابطة منفعة متبادلة طويلة الأمد. .

واتفق الجانبان على بذل قصارى جهدهما لإقامة علاقات صداقة وتعاون وثيقة، من خلال إنشاء خطط للمنح الدراسية لجامعة قطر والمنح الدراسية المتبادلة في المؤسسات الكوستاريكية المهتمة، وتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون الأكاديمي والتبادلات الثقافية والشعبية، والعمل على زيادة التعاون. اتفاقيات التعاون المستقبلية.

كلمة كوستاريكا تعني “الساحل الغني” باللغة الإسبانية. وتقدر مساحتها بأكثر من 51 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 5,183,000 نسمة. ويحدها من الغرب المحيط الهادئ ومن الشرق البحر الكاريبي.

تتمتع كوستاريكا بأراضي خصبة للغاية وزراعة وفيرة في كل مكان، مما يجعلها مراعي خصبة للماشية، وذلك بفضل هطول الأمطار الغزيرة طوال العام، بالإضافة إلى مناخها المعتدل خلال كافة فصول السنة. وتتميز بمناخ متنوع نظراً لكون معظم المناطق جبلية مما يؤدي إلى اختلاف ارتفاع كل منطقة ويسمح بزراعة المحاصيل المختلفة حسب حرارة أو برودة المكان. أما إطلالة الدولة على المحيطين الأطلسي والهادئ فهي توفر لها ثروة من الأسماك بمختلف أشكالها وأنواعها.

تزخر كوستاريكا بفرص استثمارية واسعة ومتنوعة، بما في ذلك المشاريع الزراعية والسياحية والعقارية والثروة الحيوانية وتصدير اللحوم وغيرها من المشاريع التي تجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم.

وتشتهر كوستاريكا بقصب السكر والموز والقهوة والأناناس، والتي تتمتع بسمعة عالمية جيدة. وهناك نهضة كبيرة في مجالات التصنيع الغذائي والبناء والسياحة والخدمات، بالإضافة إلى قطاعات أخرى مثل التكنولوجيا والخدمات والأمن الغذائي وصناعة المعدات الطبية.

تقدم حكومة كوستاريكا حوافز ضريبية للمستثمرين الأجانب، وتعتبر السياحة من أهم مصادر الدخل في كوستاريكا، وذلك بسبب جمال طبيعتها ولونها الأخضر الدائم في الصيف والشتاء. تشتهر كوستاريكا بغاباتها الضبابية التي تغطيها السحب المنخفضة، وتعتبر هذه الغابات الاستوائية من أندر المحميات الطبيعية على وجه الأرض.

قصة ذات صلة

Author

  • نبذة عن الكاتب: طارق الزبيدي خبير في التحليل السياسي من العراق، له أكثر من 20 سنة من الخبرة في الإعلام والتحليل الإخباري. بدأ مسيرته الصحفية في جريدة الصباح العراقية قبل أن ينتقل للعمل مع وسائل إعلام عربية كبرى لتقديم رؤى معمقة حول الوضع السياسي في الشرق الأوسط. 964 7 8901 2345

    View all posts