وقد أكد وزير الشؤون الخارجية س. جايشانكار على موقف الهند الفريد في معالجة الصراعات العالمية، مشيرًا إلى قدرتها على التعامل مع كل من روسيا وأوكرانيا، وكذلك إسرائيل وإيران. وفي حديثه إلى الجالية الهندية خلال زيارته التي استمرت يومين إلى إسبانيا، أوضح جايشانكار نفوذ الهند المتزايد في الدبلوماسية العالمية وسط عالم مستقطب.
وقال جايشانكار: “هناك عدد قليل جداً من الدول اليوم التي هي في وضع يسمح لها بالتحدث مع روسيا وأوكرانيا”، في إشارة إلى نهج الهند المتوازن تجاه الصراع الأوكراني. وأضاف أن الهند تحافظ على مرونة دبلوماسية مماثلة مع إسرائيل وإيران.
وأشار جايشانكار إلى أن “رئيس الوزراء ناريندرا مودي زار روسيا العام الماضي مرتين، كما ذهب إلى كييف في أوكرانيا”. وسلط الضوء على دور مودي في سد الانقسامات باعتباره عضوا في مجموعات مؤثرة مثل الرباعية وبريكس.
وسلط جايشانكار الضوء على الإنجازات الدبلوماسية الأخيرة التي حققتها الهند، بما في ذلك دورها المحوري في دمج الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين. وأضاف: “كان ينبغي القيام بذلك منذ سنوات، وقد حققنا ذلك”.
واحتفل الوزير أيضًا بالتقدم المحلي الذي حققته الهند، مشيرًا إلى معالم البنية التحتية مثل بناء 4000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية الجديدة سنويًا، وبناء 28 كيلومترًا من الطرق السريعة يوميًا، ومضاعفة عدد المطارات من 75 إلى أكثر من 150 مطارًا في العقد الماضي.
وفي التنمية الحضرية، سلط جايشانكار الضوء على توسع أنظمة المترو، حيث نمت من ست مدن في عام 2014 إلى 21 مدينة اليوم، مع خطط للتوسع إلى 60 مدينة.
خلال زيارته الرسمية الأولى إلى إسبانيا كوزير للشؤون الخارجية، التقى جايشانكار بوزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس لمناقشة القضايا الإقليمية والعالمية. وأعلن عن خطط للهند وإسبانيا للاحتفال بعام 2026 باعتباره “عامًا مزدوجًا”، للاحتفال بالثقافة والسياحة والتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي.
شارك جيشانكار علاقته الشخصية بإسبانيا، مستذكرًا زيارته عام 2017 مع رئيس الوزراء مودي وأشاد بزيارة الرئيس الإسباني بيدرو سانشيز للهند العام الماضي لتعزيز العلاقات الثنائية.
ومن التطورات المهمة خلال زيارته الإعلان عن قنصلية إسبانية جديدة في بنغالورو، وهي خطوة وصفها بأنها “علامة جيدة” لتعميق العلاقات.
وفي مخاطبته الجالية الهندية، أشاد جايشانكار برئيس الوزراء مودي لتقديره لمساهماتهم في مكانة الهند العالمية وتضخيمها. وقال: “إن أكبر تغيير رأيته في السنوات العشر الماضية هو الأهمية التي توليها حكومة الهند وشعبها لمساهمة المغتربين”، وحثهم على البقاء على اتصال مع الهند.
واحتفل جيشانكار أيضًا بالخطوات التي حققتها الهند في مجال تكنولوجيا الفضاء، ولا سيما الهبوط الناجح لمهمة Chandrayaan-3 على الجانب الجنوبي للقمر.