المنامة في 7 ديسمبر/ بنا / ترأس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، افتتاح الدورة العشرين لحوار المنامة الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. معهد الدراسات الاستراتيجية (IISS) بالتعاون مع وزارة الخارجية البحرينية. وجمع هذا الحدث كبار المسؤولين والوزراء والقادة العسكريين والأكاديميين والخبراء من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا الأمنية الحرجة.
ورحب معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، في كلمته الافتتاحية، بسمو ولي العهد والمشاركين الكرام. وأشار إلى أهمية المنتدى هذا العام الذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لتولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم. وأشار الدكتور الزياني إلى أن البحرين، تحت قيادة جلالة الملك، عملت باستمرار على تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في جميع أنحاء المنطقة وخارجها خلال ربع القرن الماضي.
وأشاد الزياني برؤية جلالة الملك في تأسيس حوار المنامة قبل عقدين من الزمن. وأضاف أن صاحب السمو الملكي ولي العهد هو القوة الدافعة وراء الأهمية المتزايدة للمنتدى في مواجهة التحديات الإقليمية. كما أثنى على المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لمساهماته في تعزيز المناقشات الهادفة.
وأكد وزير الخارجية خلال كلمته النهج الدبلوماسي الذي تنتهجه مملكة البحرين والذي يرتكز على مبادئ الحوار والتعايش والاحترام المتبادل. وشدد على التزام المملكة بتعزيز الحلول المستدامة والشاملة لقضايا الشرق الأوسط الحاسمة، وسلط الضوء على ثلاثة تحديات ملحة. الأول كان الصراع في غزة، والذي تدعو البحرين بسببه إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمعتقلين، وتسليم المساعدات الإنسانية ومساعدات إعادة الإعمار دون عوائق. أما التحدي الثاني فكان الصراع في لبنان، حيث دعت البحرين جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والامتثال لالتزاماتهم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والقانون الدولي. أما المسألة الثالثة فكانت الوضع في سوريا. وقال الوزير إن البحرين، بصفتها رئيسا للجامعة العربية، تدعم المبادرات الرامية إلى تحقيق حل سياسي يحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها وحقوق شعبها ويمكّنها من لعب دور بناء في المنطقة.
وقال الوزير إن اجتماعات حوار المنامة وما تحظى به من مشاركة رفيعة المستوى مستمرة تشكل ركيزة مهمة في النهج الدبلوماسي للمملكة. وأضاف أنه من خلال المشاركة البناءة والتي يسَّرها خبراء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، على مدى العقدين الماضيين، تمكن حوار المنامة من تطوير فكر جديد حول القضايا والتحديات التي تواجه منطقتنا وبناء روابط جديدة يمكن تعزيزها. مفيدة للتقدم الدائم.
كما سلط الدكتور الزياني الضوء على قيادة البحرين خلال قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في مايو. وأشار إلى أن القمة خرجت بإعلان البحرين. وقال إن القمة لم تكن مجرد تجمع للقادة، ولكنها شهادة على التصميم الجماعي لإحداث تأثير إيجابي حقيقي على حياة شعوب المنطقة.
وشدد الوزير على أن البحرين حرصت على ألا تسفر القمة عن مجرد كلمات، بل عن نتائج قابلة للتنفيذ. ونتيجة لذلك، حدد إعلان البحرين خمس مبادرات رئيسية اقترحتها المملكة واعتمدها القادة العرب. وتضمنت هذه المبادرات تدابير لضمان الرعاية الصحية والتعليم للمجتمعات المتضررة من الصراع، وتعميق التعاون العربي في مجال الابتكار والتكنولوجيا المالية، والخطط المتقدمة لعقد مؤتمر دولي لمعالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين. وأكد أن البحرين تعتبر هذا المسار الواعد لتحقيق السلام واستعادة الأمل للملايين في المنطقة.
كما شرح الوزير جهود البحرين الثنائية والمتعددة الأطراف، في إشارة إلى الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار (C-SIPA) الموقعة مع الولايات المتحدة في عام 2023. وتهدف الاتفاقية إلى تعميق الأمن والازدهار العالميين من خلال الاحترام المتبادل والتعاون. وأوضح الدكتور الزياني أن C-SIPA تم تصميمه كإطار متعدد الأطراف يجمع الدول ذات التفكير المتماثل لتعزيز الاستقرار والنمو. وستقوم البحرين والولايات المتحدة بدعوة المملكة المتحدة رسميًا للانضمام إلى الاتفاقية كعضو ثالث خلال نهاية هذا الأسبوع.
علاوة على ذلك، ردد الدكتور الزياني تصريحات صاحب السمو الملكي ولي العهد في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سلط سموه الضوء على تزايد عدم القدرة على التنبؤ بالتحديات العالمية. وأكد الزياني التزام مملكة البحرين بالنهج العملي والمتعدد الأطراف الهادف إلى حل النزاعات الإقليمية والدولية وتقليل التوترات وتعزيز التنمية المستدامة.
كما ألقى الدكتور باستيان جيجاريش، المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، كلمة أمام الحضور، معربًا عن امتنانه لجلالة الملك وسمو ولي العهد على دعمهما المستمر لمهمة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لتعزيز السلام والأمن. وقال إن رؤيتهم والتزامهم بتطوير سياسة سليمة تعزز السلام والأمن هي التي أعطت محطة الفضاء الدولية الفرصة للقيام بعملها هنا في المنامة.
وقال إن حوار المنامة البحريني تم تأسيسه لخلق منصة للدبلوماسية الفعالة بشأن التحديات الأمنية في المنطقة ولمناقشة كيفية ارتباط أمن الشرق الأوسط بالمخاوف الأمنية في العالم الأوسع.
وأضاف أن حوار المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في موناما هو القمة الأمنية الأولى في الشرق الأوسط وذات الامتداد العالمي. وقد تطور الحوار ليصبح منصة أساسية للتبادل المفتوح للأفكار والتفكير بشكل استراتيجي حول القضايا الملحة التي تحفز المناقشات بين الحكومات.