القمة الخليجية: تعزيز العلاقات في ظل التحديات الإقليمية المتعددة

القمة الخليجية: تعزيز العلاقات في ظل التحديات الإقليمية المتعددة

من المتوقع أن تخرج الدورة الخامسة والأربعون للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، المقرر عقدها الأحد في دولة الكويت الشقيقة، بالعديد من التوصيات التي تتماشى مع التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة العربية، بما في ذلك الوضع في الأراضي الفلسطينية وفلسطين. وقال محللون سياسيون إن لبنان، فضلا عن الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية الصعبة التي ألقت بظلالها على العديد من الدول.

وتوقع المحللون في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن تركز المباحثات على التحديات الاقتصادية ودفع عجلة التنمية نحو تحقيق المزيد من الإنجازات. وفي هذا السياق، أكدوا أهمية بحث سبل تعزيز السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، نظرا للأهمية الكبيرة لهذا الملف بالنسبة لدول المنطقة.

قال ناصر العتيبي المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة الجريدة الكويتية، إن قمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي القادمة تعقد في وقت حرج حيث تواجه المنطقة برمتها حروب وصراعات مدمرة وقضايا مصيرية ومفترق طرق. . وتلقي هذه الظروف الحرجة بظلالها على دول مجلس التعاون الخليجي، مما يجعلها محورا أساسيا في جدول أعمال القمة.

وأضاف العتيبي أن التعاون الدفاعي والأمني ​​المشترك سيحتل أيضا مكانا بارزا على جدول الأعمال في ظل الأوضاع المتوترة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط. كما توقع أن تشمل المباحثات سبل التصدي للعدوان والانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المستمرة، فيما يدعو المجتمع الدولي إلى دعم خطوات محكمة العدل الدولية التي تدين انتهاكات رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق. .

وأضاف أن قمة مجلس التعاون الخليجي ستتناول أيضا كافة القضايا العالقة بين الدول الأعضاء مع الدول الأخرى خارج المجلس، مثل قضية الحدود البحرية بين الكويت والعراق، والتي لا تزال بحاجة إلى حل من قبل الحكومة العراقية.

وأكد العتيبي أن من أبرز القضايا التي ستتناولها القمة الخليجية المقبلة أمن الملاحة في الخليج العربي وحماية ناقلات النفط، بما يضمن استقرار الأسواق العالمية وحماية شريان الطاقة الحيوي.

وأشار إلى أن القمة ستؤكد تلاحم دول المجلس في معالجة المستجدات والتأكيد على وحدة البيت الخليجي على أساس الروابط المشتركة الراسخة.

وعن التوصيات المتوقعة قال العتيبي إن القمة قد تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ووضع حد للاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني. بالإضافة إلى ذلك، قد تدعو التوصيات إلى البناء على مذكرتي الاعتقال الصادرتين عن محكمة العدل الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لتوجيه رسالة حاسمة إلى الدول الداعمة لإسرائيل مفادها أن الدول العربية، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي. وتشعر الدول بالغضب من الهجمات الممنهجة وسفك الدماء المستمر تحت ذريعة “الدفاع عن النفس”.

وقال الدكتور أحمد قاسم حسين، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ورئيس تحرير مجلة السياسات العربية، إن القمة الخليجية المقبلة تنعقد وسط تحديات أمنية وسياسية معقدة، بما في ذلك الوضع الإقليمي في فلسطين. الأراضي ولبنان، والاضطرابات المستمرة في المنطقة. وأشار إلى أن هذه الظروف مجتمعة تلقي بظلالها على أمن المنطقة العربية بشكل عام، وعلى أمن مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص.

وأشار إلى أن تداعيات الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان ستكون إحدى القضايا المحورية التي سيتم تناولها في قمة المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما توقع أن تحظى التحديات الاقتصادية، بما فيها تعزيز السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، بأهمية خاصة، نظرا لدورها الحيوي في دعم التكامل الاقتصادي بين دول المجلس.

ومن المتوقع أن تولي القمة اهتماما خاصا للتكنولوجيا والتطوير الرقمي، مع التركيز على التحولات السريعة في قطاع الذكاء الاصطناعي. وأضاف حسين أن مثل هذه القضايا تتطلب استجابات فعالة واستراتيجيات مشتركة لتعزيز قدرات دول مجلس التعاون الخليجي في التعامل مع هذه التطورات، بما يحقق النمو الاقتصادي المستدام ويسهم في ترسيخ مكانة المنطقة كمركز عالمي في مجال الابتكار والتكنولوجيا. قال.

وأشار الحسين إلى أن تعزيز العمل الخليجي المشترك يعد محوريا في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة التي تواجه المنطقة. وتحقيقا لهذه الغاية، توقع أن تتضمن التوصيات إنشاء آليات فعالة للتعامل مع الأزمات الطارئة، في ظل التصعيد العسكري المتزايد بين إيران وإسرائيل.

ودعا الحسين دول مجلس التعاون الخليجي إلى تبني دور ريادي من خلال إطلاق مبادرة إقليمية تهدف إلى حشد الدعم الدولي لإنهاء معاناة الشعبين الفلسطيني واللبناني جراء العدوان الإسرائيلي. وشدد على أهمية استثمار القدرات الدبلوماسية والسياسية لدول مجلس التعاون وقادتها للتأثير على مجريات الأحداث ووقف هذه الحرب العدوانية بما يحقق السلام والاستقرار الإقليميين.

وقال الدكتور طارق حمود أستاذ العلوم السياسية بجامعة لوسيل، إن مجلس التعاون الخليجي يعكس أنجح تجربة عربية على صعيد التعاون الإقليمي المشترك، وهو ما يبرز أهمية اجتماعاته بشكل عام؛ مؤكداً أهمية انعقاد قمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي المقبلة في الكويت في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة.

وتنعقد الدورة الحالية في وقت يتعرض فيه بلدان عربيان هما فلسطين ولبنان لحرب إسرائيلية وحشية، إضافة إلى الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعاني منها دول أخرى مثل سوريا والسودان والعراق واليمن. وقال حمود إن هذه التطورات تمثل أهمية جيوسياسية كبيرة لدول مجلس التعاون الخليجي.

وأضاف أن هذه القضايا الإقليمية ستحتل مكانة بارزة على أجندة القمة، بالإضافة إلى القضايا الداخلية الخاصة بدول المجلس، مثل تعزيز التعاون في مجالات الترابط الاستراتيجي، سواء في التوظيف أو تسهيل التنقل بين دول المجلس.

قصة ذات صلة

Author

  • نبذة عن الكاتب: طارق الزبيدي خبير في التحليل السياسي من العراق، له أكثر من 20 سنة من الخبرة في الإعلام والتحليل الإخباري. بدأ مسيرته الصحفية في جريدة الصباح العراقية قبل أن ينتقل للعمل مع وسائل إعلام عربية كبرى لتقديم رؤى معمقة حول الوضع السياسي في الشرق الأوسط. 964 7 8901 2345

    View all posts